في رحم بنغازي ..
يبصق الشيطان، تولد حرب، تستمر سنة، اثنان، ثلاثة، تنقطع الكهرباء..
تتحسس المدينة الطريق..
تتحسس المنارة اثداء الكاتدرائية.. رغم أن الكل راكع لكن لاتجد من يصلي.. للحياة.. صلاة الحياة .. الكل يصل للموت .. صلاة الجهل.
تقول جدتي .. مر روميل من هنا، و تشرشل أيضاً.
يقول الحاج بوزيد: سرق الطليان الزوامل أغنام أبي.
والسر في بنغازي أدب، حكمة و حشمة، شيخ الجامع فعل فعلته في شرج إبن الجيران الذي كبر ففعل فعلته في إبن المسؤول الذي ورث المسؤولية عن أبيه، كان أميناً.. صار وزيراً .. لاعجب أن كل المسؤولين زوامل، حيث ختم شيخ الجامع في دبرهم.
فلماذا لم يرصف الله شارعنا؟ و لماذا لم تعلمني الحياة كيف افعل ذلك.. أعني دون أن يؤتني شيخ الجامع من دبري .. دون أن أصبح مسؤولاً .. أصلي دائماً .. صلاة الجهل للموت.
و كنت في تونس حينما اخرج لي سائق التاكسي ورقة عشرة دينار و زمجر في وجهي مشيراً الى صورة عمر المختار قائلا: “انتم لاتمتلكون تاريخاً سوى هذا”، و قد غلبني التعب و انا اقص عليه كيف انتزع برسيوس رأس ميدوسا في نهر الليثون، حيث فعل كذلك ابناء راف الله السحاتي، و كيف اننا قرصنا سفينة فيلادلفيا الامريكية و سطونا عليها، و اننا دفنا رؤسنا في التراب خشية ان يرانىطا فرسان المعبد، لكن تاريخنا.. كله وجله .. لايحتوي سوى الحروب .. القتل، و نسيت ان العالم قد تجاوز بالفعل القتل و الحرب، رغم كل المعارك صارت الحرب صلاة .. صلاة الجهل للموت، وصرن نحن هنا في ليبيا رهبان في معبد الموت، كنائس الدم .. تلك التب تتحسس المنارة اثدائها..
عادت الكهرباء .. و عادت الحان المرسكاوي تعزف مرة اخرى.. بحزن .. عتبي .. و الغربة قسامي نا وياك.
الم يحن الوقت لنتموت بعد؟
.. لعلنا نحيا .. لعلنا نصلي .. صلاة الحياة.