نقطة على جبين الأضحى

ولا تقل بأي حال عدت ياعيد .. بل قل أنه لم يأتي العيد في ظروف أجمل من هذه منذ سنوات.أتكلم عن ‫#بنغازي‬ هُنا .. فلا دخل لي بالباقي.

و في يوم واحد صبت السماء كُل السعادة .. تجرعتها نفوس الراغبين فيما تبقى من بنغازي دفعة واحدة ، ولوهلة تبدوا الشوارع مزدحمة و لكنها سلسة تماماً كشراب العنب يروي حلق المدينة المحتقن من ويلات حرب .. حرب ليس لبعضنا فيها ناقة و لا جمل .. لكن لنا جميعاً فيها خروف .. نذبحه قرباناً للرب نضع نقاط دماء على وجوه الأطفال و نتناول لحمه و نمصمص عظمه و نقدد منه زاد الشتاء.

و الوضع مبهج لدرجة الإبتسامة التي تتخللها ضحكة تسمعها في كل الأرجاء و في محاور الموت أيضاً.

تقول لي بأنني نسيت الجلد ..

أقول أجل فلنصنعن منه كفافاً ترتديه حواري المدينة العارية بدمار أقدم شوارعها.

قبل عامين كانت المدينة ترتدي طلسماً لإرهاب أسود اللون .. السنة ترتدي قطعاً من ملابس النصر و تُكبر .. حتى أن تكبيرها بلغ عرفات فتبسم الجبل في وجه الكعبة عن بُعد.

ثم ماذا؟

ثم إنه التاريخ الذي يكتب .. و الذي نشهد نهاية فصل منه ظننا من كثرة بؤسه أنه لن ينتهي.

يوم الغد ستكون الشوارع مليئة بالدماء .. دماء أضاحي الرب و النصر .. لا دماء أبناء المدينة التي سالت لكي نسعد نحن.
ثم ماذا؟

ثم أنتهى

أضف تعليق